خطبه الجمعه 25سپتامبر 2020المطابق7صفر1442
خطبه الجمعه25 سپتامبر2020المطابق 7صفر 1442یصادف هذا الیوم ذكرى شهادة أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب المجتبی، ثاني أئمة اهل البيت عليهم السلام بعد رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم، وسيد شباب أهل الجنة باجماع المحدثين، واحد اثنين انحصرت بهما ذرية رسول الله (ص)، وأحد الاربعة الذين باهی بهم رسول الله (ص) نصاری نجران، ومن المطهَرين الذين أذهب الله عنهم الرجس ومن القربی الذين أمر الله سبحانه بمؤدتهم، وأحد الثقلين الذين من تمسك بهما نجا ومن تخلَف عنهما ضلَ وغوی وكانت شهادته في السابع من شهر صفر سنة 50هجرية. الامام الذي شب الوليد في كنف الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وتغذى من معين رسالته وأخلاقة وسماحته وورث عنه (ص) هديه وأدبه وهيبته وسؤدده، مما اهله للإمامة التي كانت تنتظره بعد أبيه عليه السلام، كما وتربى تحت ظلال الوصي علي بن أبي طالب عليه السلام، وفي رعاية الزهراء عليها السلام، ليأخذ من نبع الرسالة كلّ معانيها، ومن ظلال الولاية كلّ قِيَمِها ومن رعاية العصمة كلّ فضائلها ومكارمها ،لقد اجتمع في هذا الامام العظيم شرف النبوة والإمامة، بالاضافة إلی شرف الحسب والنسب، و وجد المسلمون فيه ما وجدوه في جدَه وأبيه حتی کان يذکَرهم بهما، فأحبوه وعظَموه، وکان مرجعهم الأوحد بعد أبيه، فيما کان يعترضهم من مشاکل الحياة وما کان يستصعبهم من اُمور الدين، لاسيما بعد ان دخلت الأمة الإسلامية حياة حافلة بالاحداث المريرة التي لم يعوفوا لها نظيرا من قبل. وکان الإمام الزکي المجتبی في جميع مواقفه ومراحل حياته، مثالا کريما للخَلق الإسلامي النبوي الرفيع في تحمل الاذی والمکروه في ذات الله والتحلي بالصبر الجميل والحلم الکبير، حتی اعترف له ألد أعدائه – مروان بن الحکم – بان حلمه يوازي الجبال. کما اشتهر بالشجاعة والسماحة والکرم والجود والسخاء وشاهد عليه السلام کل المحن، من فقده لمعلمة الأول جده المصطفی صلى الله عليه وآله وسلم وأمه الزهراء ثم تجرع النکبات التي حلت بابيه امير المؤمنين علي (ع) والظلم الذي تعرض له، وهو لايزال يافعا.وفي فضائله ومناقبه، عن الصادق عليه السلام: حدّثني أبي، عن أبيه عليه السلام: “أنّ الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ، حجّ ماشياً، وربّما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصِراط بكى، وإذا ذكر العَرْض على الله، تعالى ذكره، شَهِق شَهْقة يُغشى عليه منها. وكان إذا قام في صلاته، ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجلّ، وكان إذا ذكر الجنّة والنّار، اضطرب اضطراب السليم، وسأل الله تعالى الجنّة، وتعوّذ به من النّار.وروي أنّ شاميّاً رآه راكباً، فجعل يلعنه والحسن لا يردّ، فلمّا فرغ أقبل الحسن عليه السلام عليه وتبسّم، وقال: “أيّها الشيخ، أظنّك غريباً، ولعلّك شبَّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنياك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرَّكت رحلك إلينا، وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأنّ لنا موضعاً رحباً، وجاهاً عريضاً، ومالاً كبيراً”، فلمّا سمع الرجل كلامه بكى، ثمّ قال: أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ، والآن أنت أحبّ خلق الله إليّ، وحوّل رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل، وصار معتقداً لمحبّتهم. وذكر في المناقب أنّه كان عليه السلام إذا توضّأ، ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: حقٌ على كلّ من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفرّ لونه، وترتعد مفاصله.وكان عليه السلام إذا بلغ باب المسجد، رفع رأسه، ويقول: “إلهي ضيفك ببابك، يا محسن قد أتاك المسيء، فتجاوز عن قبيح ما عندي، بجميل ما عندك يا كريم” وعن الإمام الرضا عليه السلام، عن آبائه، قال: “لمّا حضرت الحسن بن عليّ بن أبي طالب الوفاة بكى، فقيل له: يا ابن رسول الله أتبكي، ومكانك من رسول الله صلى الله عليه واله الذي أنت به؟ وقد قال فيك رسول الله صلى الله عليه واله ما قال؟ وقد حججت عشرين حجّة ماشياً؟ وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتّى النعل والنعل؟ فقال عليه السلام: “إنّما أبكي لخصلتين: لهول المطلع وفراق الأحبّة”. وممّا وعظ به جنادة بن أبي أميّة،. عندما دخل عليه قبيل وفاته، وقال له: عظني يا ابن رسول الله، قال: “نعم، استعدّ لسفرك وحصّل زادك قبل حلول أجلك، واعلم أنّك تطلب الدنيا والموت ، يطلبك، ولا تحمل همّ يومك، الذي لم يأتِ على يومك الذي أنت فيه، واعلم أنّك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلّا كنت فيه خازناً لغيرك. واعلم أنَّ في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة،خذ منها ما يكفيك، فإن كان ذلك حلالاً، كنت قد زهدت فيها، وإن كان حراماً، لم يكن فيه وزر، فأخذت كما أخذت من الميتة، وإن كان العتاب فإنّ العتاب يسير. واعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً، وإذا أردت عزّاً بلا عشيرة، وهيبةً بلا سلطان، فاخرج من ذلّ معصية الله إلى عزّ طاعة الله عزَّ وجلَّ.ایها الاخوه و الاخوات عند ما نطالع و نعمق فی حیاة الامام المجتبی بعد ما تولى الامام خلافة المسلمين في 21 رمضان 40 هـ وبايعه من كل أنحاء العالم الاسلامي أنذاك من العراق والحجاز واليمن ومصر , بعد استشهاد الإمام علي (ع) فنجد له فی صلحه مع معاویه مظلومیة كمظلومية والده الامام امیر المومنین علیه السلام من بعد وفاة رسول الله (ص)لاننا نلاحظ بعد ما تمرد معاویه بن سفيان ومعه الشام علي الامام الحسن وعلى خلافته كما تمرد على أبيه وخلافته من قبل، وعند ما سيّر معاویه جيشا نحو العراق فوجّه الإمام جيشا في المقابل لمواجهته بقيادة عبيد الله بن عباس وهو کان ابن عمه و کان قائد جیشه ولکن قد خانه و خرج من جیشه و التحق بفیلق معاویه ، وذهب الامام (ع) مع جيش آخر من المسلمين إلى ساباط، وفي هذه الظروف تعرّض الإمام الحسن (ع) من قبل الخوارج من داخل جیشه للاغتيال فجُرح، وتزامنا مع هذه الأحداث، بعث جماعة من رؤساء الكوفة رسائل إلی معاوية، وواعدوه أن يسلموا الحسن بن علي إليه أو يقتلوه،. ، فأرسل معاوية رسائل الكوفيين إلى الحسن بن علي (ع)،. ،. وقَبِل الإمام الصلح مع معاوية، بعد حوالى 7 أشهر من توليه الخلافة وسلم الحكم الى معاوية . ولقد اطمأن معاوية إلی ان الامور ممهدة له باعتبار علاقته المتينة مع اکثر قادة الإمام الحسن واطمأن بان المعرکة ستکون لصالحة وسيکون الحسن والمخلصون له من جنده بين قتيل واسير ولذلك حرص معاوية ان لا يتورط في الحرب مع الإمام الحسن، معتمدا المکر والخداع والتموية وشراء الضمائر وتفتيت جيش الإمام، واقترح عليه الصلح ولم يکن للإمام بد من اختيار الصلح بعد ان تخاذل عامة جيشه واکثر قادته ولم يبقی معه إلا فئة قليلة من اهل بيته والمخلصين من اصحابه، فتغاضی عن السلطة دفعا للافسد بالفاسد في ذلك الجو المحموم فکان اختياره للصلح في منتهی الحکمة والحنکة السياسية الرشيدة تحقيقا لمصالح الاسلام العليا واهدافه المثلی. ومن هنا صحّ ما يقال من أنّ صلح الإمام الحسن (عليه السلام) كان تمهيداً واقعياً لثورة أخيه أبي عبدالله الحسين (عليه السلام). و لقد فسح الإمام الحسن المجتبى عليه السلام المجال بصلحه المشروط، لمعاوية ليكشف واقع اُطروحته الجاهلية، وليعرّف عامة المسلمين البسطاء مَن هو معاوية؟ حين أكدت بنوده على: 1- أن الحق لا بُدَّ أن يعود للإمام الحسن عليه السلام، ثم من بعده للإمام الحسين عليه السلام.*2 – أن ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده..*3 – أن لا يقيم الإمام الحسن عليه السلام شهادة عند معاوية . 4- أن لا يسميه أمير المؤمنين.5 – أن يعمل بكتاب الله و سنة نبيه .*6 – أن لا يذكر علياً إلا بخير . *7 – أن يكون أصحاب علي و شيعته آمنين حيث كانوا من أرض الله ..ووقع ما خطط له الإمام الحسن عليه السلام، حينما بدأ معاوية يساهم في كشف واقعه المنحرف، وذلك في إعلانه الصريح بأنّه لم يقاتل من أجل الإسلام، وإنّما قاتل من أجل المُلك والسيطرة على رقاب المسلمين، وأنّه سوف لا يفي بأيّ شرط من شروط الصلح.وبهذا الإعلان وما تلاه من خطوات قام بها معاوية لضرب خط عليٍّ (عليه السلام) وبنيه الأبرار وقتل خيرة أصحابه ومحبّيه كشف النقاب عن الوجه الاُموي الكَريه، ولهذا قرّر معاوية التخلص من الإمام الحسن، ووضع خطّته الخبيثة بالاتفاق مع جعدة ابنة الأشعت بن قيس التي دسّت السم لزوجها الإمام (ع)، واستشهد من جراء ذلك الإمام الحسن (ع) وکان الإمام عليه السلام قد أوصی ان يدفن الی جوار جده رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم إلا أن بني أمية، وعلی راسهم مروان بن الحکم،منعوا ان يجمع بين رسول الله (ص) وريحانته وحبيبه وسبطه الحسن سيد شباب اهل الجنة فاضطر اهل البيت عليهم السلام لدفنه في البقيع.فسلام عليك يا أبا محمد الحسن بن علي مظلوما، حيَا وشهيدا. وتقول الأخبار أن المدينة ضجت بالبكاء والنحيب على فقد الإمام المجتبى،[176] وورد أن جموع غفيرة شاركت في تشييع الإمام ودفنه في البقيع، وعطلت الأسواق وأقيم الحداد عليه سبعة أيام،وبعد واقعة الطف و بقيت جثّة الإمام الحسين (عليه السلام)، وجثث أهل بيته وأصحابه بعد واقعة الطف مطروحة على أرض كربلاء، ثلاثة أيّام بلا دفن، تصهرها حرارة الشمس المحرقة،
قال أحد الشعراء حول مصرع الإمام الحسين (عليه السلام):هذا حسين بالحديد مقطّع* متخضّب بدمائه مستشهدالسلام علیکم یا اهل بیت النبوه