صلاةالجمعة 2022-02-25

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله ربّ العالمین نحمده و نستعینه و نؤمن به و نستهدیه و نستغفره و نتوکّلُ علیه و نصلّی و نسلّم علی حبیبه و نجیبه و خیرتِه فی خلقه، حافظِ سرّه و مبلّغ رسالاته، بشیرِ رحمته وَ نَذِیرِ نِقْمَتِهِ ، سیّدِنا و نبیّنا و حبیبِ قلوبنا ابی‌القاسم‌ المصطفی محمّد و صلّ على ائمّة المسلمين و حماة المستضعفين و هُداة المؤمنين و صلّ على بَقِيَّةِ الله فِي أَرْضِهِ.

عبادَ الله أُوصِيكم و نفسی بِتَقْوَى اَللَّهِ و نظم امرکم
قال الله تعالی فی محکم کتابه ﴿لَقَدْ جَاءکُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِکُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْکُم بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُوفٌ رَّحِیمٌ﴾ صدق الله العلی العظیم

نسبق الایام و نتقدم إلى ساحة القَداسَةِ الإمام العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف بأسمی آیات التهاني وأَحَرِّها بمناسبة ذكرى المبعثِ النبوي الشريف، اعاد الله علیکم بالخیر و البرکة
و أمام هذه الذكرى العظیم لا بدَّ أن نتامل فی آثار و تجليات سیرته و نهج اهل بیته سلام الله علیهم اجمعین فی قلوبنا و اعمالنا و هو ايضا من هَديِهِ حيث قال الرسول الاعظم صلی الله علیه و آله و سلم إِنَّ اَللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَ أَعْمَالِكُمْ وَ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَ نِيَّاتِكُمْ
من اهم وصایا مدرسة النبوة و اهل البیت علیهم السلام الترکیزُ علی موضوع نیات الانسان قبل ان تترکز علی موضوع العمل و تَعَرَّضَتِ المسالةَ حول نیات الصالحة مع الناس حتی یکون مجتمعُنا مُفعَماً بالقیم الإلهیّة ومَلیئاً بالمکارم الأخلاقیة، فلکلام عن النیةِ الحسنة مع الناس یکون موضوع خطبة الاولی ببرکة الصلاة علی محمد و آل محمد.
وَرَد عن الإمام علي أنه قال: «إنَّ الله سُبْحانَهُ يُحِبُّ أنْ تَكُونَ نِيَّةُ الإنْسانِ لِلنّاسِ جَمِيلَةً، كَما يُحِبُّ أنْ تَكُونَ نِيَّتُهُ في طاعَتِهِ قَوِيَّةً غَيْرَ مَدْخُولَة»
كما ينطلق الإنسانُ المتديّن في أدائه لشعائره العبادية من نيّة التقرب إلى الله والامتثال لأمره، كذلك عليه أن ينطلقَ في تعامله مع الناس من النيّة الحسنة الجميلة تجاههم.
أنت في عبادة الله تنطلق من نية القربة، دون رياء أو أيِّ قصد آخَر، كذلك في تعاملك مع الناس ينبغي أن تنطلق من النية الحسنة، هذا ما يؤكِد عليه أميرُ المؤمنين ، ويَنسب ذلك إلى الله تعالى: «إنَّ الله سُبْحانَهُ يُحِبُّ» وهذا يؤكِد لنا أهميةُ توفرِ الإنسان المؤمن على هذه الحالة.
«كَما يُحِبُّ أنْ تَكُونَ نِيَّتُهُ في طاعَتِهِ قَوِيَّةً» أي ثابتةٌ ليس فيها أيَّ تردّدٍ،«غَيْرَ مَدْخُولَةٍ» أي ليس فيها رياء، وكأنّ المتديّن يتدرّب ويتأهل في برنامجِ العبادة على حسن التعامل مع الناس.

اما أبرز تجليات النية الجميلة
أولاً:
من يَحمِل في قلبه نيةً جميلة، تكون انطباعاتُه عن الناس إيجابية بشكل تِلقائي، لا ينظرُ إلى غيره نظرةً سلبية، ولا يفسّر تصرفاتِ الناس تفسيراً سيئاً، ما لم تكن هناك أدلةٌ قاطعة، لذلك نهى الدين عن سوء الظنّ بالآخرين، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ [سورة الحجرات، الآية:12].

الإثم ثابتٌ في بعض الظنّ، لكن عليك أن تَتَجَنَّبَ أكثرَه، فحين تَحتَمِل السوءُ من تصرفِ صادرٍ عن أخيك المؤمن، عليك أن تَطرُدَ هذا الاحتمال، وتُفَتِّش عن احتمالٍ آخَر، فقد ورد عن النبي : «اُطلُبْ لأِخِيكَ عُذرًا، فَإنْ لَم تَجِدْ لَهُ عُذراً فَالتَمِسْ لَهُ عُذرًا» ما دامَ الأمر يَحتملُ وجودَ وجهٍ حسن، وإن كان الاحتمالُ ضئيلاً فعليك الأخذُ به.

ورد فی الأمالي للصدوق عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ» «ضَعْ أمرَ أخيكَ على أحسَنِهِ حتّى يَأتِيَكَ مِنهُ ما يَغلِبُكَ، ولا تَظُنَّنَّ بكَلِمَةٍ خَرَجَت مِن أخيكَ سُوءاً وأنتَ تَجِدُ لَها في الخَيرِ مَحمِلاً»
ينبغي أن نفسّر أعمال الآخرين وتصرّفاتِهم تفسيراً حسناً، ما أمكن ذلك.
إنّ حسن الظن يُريح الإنسان نفسياً، ويُبَعِّدُ عنه الهم والتفكير السلبي، فقد ورد عن الإمام علي : «حُسنُ الظَّنِّ يُخَفِّفُ الهَمَّ، ويُنجِي مِن تَقَلُّدِ الإثمِ» .
و عنه حُسنُ الظَّنِّ راحَةُ القَلبِ و سَلامةُ الدِّينِ.
فمثلاً إذا اتصلت بأحد أصدقائك هاتفياً فلم يَرُدّ عليك الاتصال، فأَسَأتَ الظنَّ فيه بأنه تعمّدَ ذلک، فهذا يوجدُ استياءً في نفسك، ولعلّه مخالفٌ للحقيقة فتكون قد احتمَلتَ إثماً، أما لو أحسنتَ الظن في صديقك واحتملتَ خللاً فنياً في خطوط الاتصال مثلا، أو أنه منشغل جداً فلم ينتبه لمكالمتك، فإنّ الظنّ الحسن يريح نفسَك من حالة الانزعاج والاستياء، ويُبعِّدك عن احتمال الإثم.
وفي حديث عن رسول الله أنه قال: «مَن أساءَ بأخِيهِ الظَّنَّ فَقَد أساءَ بِرَبِّهِ، إنّ الله تعالى يقولُ: «اجْتَنِبُوا كَثيرا مِنَ الظَّنِّ»
بل حتى من يمارس عملاً سيئاً، ينبغي أن نتوقع له التراجع والتوبة، فإذا رأيت إنساناً يمارس فعلاً خاطئاً، تَوَقَّع أنّ فعلَه صادرٌ عن غفلة أو حالة ضعفٍ، وقل في نفسك «آمل أن يتراجع ويتوب».
البعض إذا رأى خطأً من أحد يحكمُ عليه حكماً نهائياً!، وهذا خِلاف النية الجميلة.
جاء في وصية لأمير المؤمنين علي لابنه الحسين
أَيْ بُنَيَّ لاَ تُؤْيِسْ مُذْنِباً فَكَمْ مِنْ عَاكِفٍ عَلَى ذَنْبِهِ خُتِمَ لَهُ بِخَيْرٍ وَ كَمْ مِنْ مُقْبِلٍ عَلَى عَمَلِهِ مُفْسِد فِي آخِرِ عُمُرِهِ صَائِرٌ إِلَى اَلنَّارِ .نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا.
إنّ احتمال التغير والتوبة وارد، وكم من إنسان لديه ذنوب كثيرة يُختِم له بخير!
حتى لو رأيت إنساناً في طريق خطأ لا تشطُب عليه بشكل نهائي، كن في حالةِ أملٍ بتوبته.
ورد فی الامالی:
أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: إِنَّ رَجُلاً قَالَ يَوْماً: وَ اَللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اَللَّهُ لِفُلاَنٍ. قَالَ اَللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ): “مَنْ ذَا اَلَّذِي تَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ، وَ أَحْبَطْتُ عَمَلَ اَلْمُتَأَلِّي بِقَوْلِهِ: لاَ يَغْفِرُ اَللَّهُ لِفُلاَنٍ”.
رسول خدا صلّى اللّه عليه واله فرمود:روزى مردى گفت:به خدا قسم!خدا فلانى را نمى‌بخشد. خداوند عزّتمند فرمود:چه‌كسى قسم خورد كه فلانى را نمى‌آمرزم من او را بخشيدم و اعمال [نيك]قسم‌خورنده را به خاطر اين‌كه گفت:«خدا فلانى را نمى‌بخشد»نابود ساختم.

و لنعلم کما یقول الامام الصادق علیه السلام لاَیَقبَلُ اللهُ مِن مؤمنٍ عملاً وَهُوَ مُضِمرٌ علَی أَخیه المؤمِنِ سُؤاً.
و تقشعر الجلودُ من هذا الحدیث لان الله سبحان و تعالی لایقبل ایَّ عمل من المومن و هو مُضِمرٌ علَی أَخیه المؤمِنِ سُؤاً.

كلّ إنسان لديه إيجابيات وسلبيات، ومن يحمل نيّة جميلةٌ للناس يُركِّز على الإيجابيات ويَتغافل عن السلبيات.
ولدينا قاعدة فقهية شرعية يُطلِق عليها الفقهاء (قاعدةَ الصحة) ومعنى هذه القاعدة: حمل فعل الغير على الصحة، أي فعل يصدر من إنسان تحمِلُه على الصحة، وعلى ذلك إجماع الفقهاء وسيرة المتشرّعة، بل سيرة العقلاء.

حبّ الخير للناس
ثانياً:
إذا رأيت طالباً يدرس تتمنّى له النجاح والتفوق، سواء كان من أقاربك أو بعيدًا عنك، تعرفه أو لا تعرفه.
ترى طُلاباً يدخلون المدرسة، أَضمِر في نفسك الخير لهم، وتُوَجِّه إلى الله بالدعاء لهم بالتوفيق والنجاح، أو ترى موظفين يتوجهون إلى أعمالهم، وآخرين يسعَون في تجارتهم، أضمر الخير لهم، بل اجعل هذه النية لكلّ أبناء مجتمعِك.
إنّ ذلك ينعكس عليك ثواباً وأجراً من الله تعالى، ويَجعل قلبك طيباً عامراً بحب الآخرين.
الإنسان المؤمن الواعي هو الذي تنطوي نفسَه على حب الخير للناس، ويتمنّى أن يُقُدِّمَ الخير لهم، وفي الدعاء « وَ أَجْرِ لِلنَّاسِ عَلَى يَدِيَ اَلْخَيْرَ » أي اجعلني سبباً وطريقًا لوصول الخير للناس، من دون فرق أو تمييز، ما دام الاتجاهُ الذي هم فيه والعمل الذين يقومون به ليس عملاً عدوانياً على أحد.
وعن الإمام الباقر : إنّ المُؤمنَ لَتَرِدُ علَيهِ الحاجَةُ لأخيهِ فلا تَكونُ عِندَهُ، فيَهتَمُّ بها قَلبُهُ، فيُدخِلُهُ الله تبارَكَ وتعالى بِهَمِّهِ الجَنّةَ .
إنّ مجرّد حمل هَمّ الآخرين والرغبةَ في مساعدتهم، حتى مع عدم التمكن الفعلي من مساعدتهم، يرفع مكانةَ الإنسان عند الله، ويُدخِلُه بذلك الجنة.

فعلینا أن ندرّب أنفسنا على حسن النية
کما یامر الامام امیر المومنین علیه السلام
عَوِّد نفسَكَ حُسنَ النّیةِ و جَمیلَ المَقصَدِ و رُبَّ نِیَّةٍ اَنفَعُ مِن عَملٍ و رُبَّ عَملٍ أَفسَدَتهُ النِّیَّةُ وَ اِنّ الله سبحانه و تعالی یَنظُرُ اِلی قُلوبِنا و نِیّاتنا مضافا بان اکمال العمل لله مرهون بصالح النیة کما یقول الامام المتقین لایَكمُلُ صالِحُ العَملِ اِلاّ بِصالِحِ النِّیّةِ
اللهم نسألك أن ترزقنا حسن النية و الأخلاص في العمل و التوفيق و السداد في القول و الفعل، و اغفرلنا زَلّاتنا و اغفر للمؤمنین و المؤمنات و المسلمین و المسلمات الأحیاء منهم و الأموات انك سميعٌ مجيبُ الدعاء
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
صدق الله العلی العظیم
والحمدلله رب العالمین و صلی الله علی نبینا محمد و آله الطاهرین.
السلام علیکم و رحمة الله و برکاته

بسم الله الرحمن الرحیم
الْحَمْدُ لِلّٰهِ بِجَمِيعِ مَحامِدِهِ كُلِّها ، عَلَىٰ جَمِيعِ نِعَمِهِ كُلِّها الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِى يُؤْمِنُ الْخائِفِينَ ، وَيُنَجِّى الصَّالِحِينَ ، وَيَرْفَعُ الْمُسْتَضْعَفِينَ ، وَيَضَعُ الْمُسْتَكْبِرِينَ ،
أشهد أن لا اله الا الله لم یتخذ ولدا و لم یکن له شریک فی الملک و خلق کلَ شیء فقدّره تقدیرا.
اللهم صل و سلم و زد و بارک علی اشرف رسلک و انبیائک سیدنا و حبیب قلوبنا و شفیع ذنوبنا و طبیب نفوسنا ابی القاسم المصطفی محمد
و علی اخيه و وصیه اسدِ الله و اسدِ الرسول یعسوبِ الدین و امام المتقین امیر المومنین علی بن ابیطالب صلوات الله و سلامه علیه
و علی وارثة الرسول بِضعةِ لحمه و مُهجةِ قلبه فاطمةَ الزهراء صلوات الله علیها
و علی السبطین الامامین سیدی شباب اهل الجنة الحسن و الحسین صلوات الله علیهما
و علی ائمة المسلمین الامام علی بن الحسین زین العابدین
و محمد بن علی الباقر
و جعفر بن محمد الصادق
و موسی بن جعفر الکاظم
و علی بن موسی الرضا
و محمد بن علی الجواد
و علی بن محمد الهادی
و الحسن بن علی الزکی العسکری
و الخلف الحجة القائم المنتظر المهدی
حججک علی عبادک و امناءک علی خلقک.
عبادَ الله أُوصِيكم و نفسی بِتَقْوَى اَللَّهِ فِي اَلْغِنَى وَ اَلْفَقْرِ
وَ كَلِمَةِ اَلْحَقِّ فِي اَلرِّضَا وَ اَلْغَضَبِ
وَ اَلْقَصْدِ فِي اَلْغِنَى وَ اَلْفَقْرِ
وَ بِالْعَدْلِ عَلَى اَلصَّدِيقِ وَ اَلْعَدُوِّ
وَ بِالْعَمَلِ فِي اَلنَّشَاطِ وَ اَلْكَسَلِ
وَ اَلرِّضَا عَنِ اَللَّهِ فِي اَلشِّدَّةِ وَ اَلرَّخَاءِ

قال الله تعالی فی محکم کتابه ﴿ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ 153/انعام صدق الله العلی العظیم

نعزي صاحب العصر والزمان والأمة الإسلامية بشهادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
فِی الخامس والعشرين من شهر رجب یصادف ذكرى شهادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم(علیه السلام)، فنعزي صاحب العصر والزمان والأمة الإسلامية و الحضور الکرام بشهادته ولا بدَّ لنا أمام هذه الذكرى أن نتامل اکثر فی ما تعلمناه من نهجه و سلوکه علیه السلام ، ، ولیكون ارتباطُنا به ارتباطَ عملٍ وفعل وممارسة وليس مجردُ علاقةٍ عاطفية او قلبيةٍ تَنبَع من حبنا ومودتنا له

فقد روی الکلینی فی الکافی بسنده عن جابر عن الامام ابی جعفر الباقر علیه السلام قوله لجابر:
يَا جَابِرُ أَ يَكْتَفِی مَنِ انْتَحَلَ التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَوَ اللَّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَ أَطَاعَهُ وَ مَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ وَ التَّخَشُّعِ وَ الْأَمَانَةِ وَ كَفِّ الْأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ
يَا جَابِرُ لَا تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ حَسْبُ الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ أُحِبُّ عَلِيّاً وَ أَتَوَلَّاهُ ثُمَّ لَا يَكُونَ مَعَ ذَلِكَ فَعَّالًا فَلَوْ قَالَ إِنِّی أُحِبُّ رَسُولَ اللَّهِ فَرَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلم خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ علیه السلام ثُمَّ لَا يَتَّبِعُ سِيرَتَهُ وَ لَا يَعْمَلُ بِسُنَّتِهِ مَا نَفَعَهُ حُبُّهُ إِيَّاهُ شَيْئاً فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْمَلُوا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أَتْقَاهُمْ وَ أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ.
فنُحاول في هذه الخطبة علی سبیل الاختصار أن نستفيد من بعض كلمات الإمام (علیه السلام) ووصاياه ، لكي نستهدي بكلماته، ونرتبط بفكره ونحاول أن نجسد القيم والأخلاق التي جسدها في شخصيته وحياته ببرکة الصلاة علی محمد و آل محمد.
من وصايا الإمام(علیه السلام) وصيَّته لهشام بن الحكم، قال:
“يا هشام، كان أميرُ المؤمنين يوصي أصحابه يقول: أوصيكم بالخشية من الله في السرِّ والعلانية”،
بحيث يكون الانسان مطيعا لله و صاحبَ تقوى و ورع في السر والعلانية “
والعدل في الرّضا والغضب”،
أي أن تكون عادلاً تراعي حقوقَ النَّاس فلا تأكل حقهم ولا تَسلُب أموالهَم، سواءٌ كنت راضياً أو غاضباً، فلا يدفَعُك الرّضا عن شخصٍ إلى أن تعطيَه ما ليس بحقّ، كأن تمدَحَه بغير حقّ، وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ولا يدفعك الغضب إلى أن تمَنَعَ إنساناً حقّا، أو أن لا تُعطيه ما هو بحقّ، أي لتكن عادلا في حالة الغضب والرّضا ،

“وأن تَصِلوا مَنْ قَطعَكُم، وتَعْفُوا عَمَّن ظلمَكُم، وتَعْطِفوا على مَنْ حَرَمَكُم”، وهنا يرسم الإمام عليّ(علیه السلام ) الصّورةَ الحقيقيّة للمؤمن في أخلاقه، فلا تكونُ الأخلاق برسم البيع أو الشّراء، لأنَّ الأخلاق ليست تجاريّة، ولا تخضع للتجارة والعرض والطّلب، بمعنى أن أعطيك لأنَّك أعطيتني، وأصلك لأنَّك وصلتني، فهذه ليست أخلاقاً، بل هي بيع وشراء ومبادلة.
وقد ورد في الحديث من رحمة للعالمین رسولِ الله الاعظم:
“أَ لاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى خَيْرِ خَلاَئِقِ اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةِ؟ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَ تُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ وَ تَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ”.
پيغمبر(صلّى اللّه عليه و آله)فرمود:آيا شما را به بهترين اخلاق دنيا و آخرت راهنمايى نكنم‌؟
پيوستن به كسى كه از تو بريده،بخشيدن كسى كه محرومت ساخته گذشتن از كسى كه به تو ستم كرده است.
وهذا ما عبّر عنه الإمام زين العابدين في دعاء مكارم الأخلاق، “ اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ،
وَ سَدِّدْنِي لِأَنْ أُعَارِضَ مَنْ غَشَّنِي بِالنُّصْحِ، وَ أَجْزِيَ مَنْ هَجَرَنِي بِالْبِرِّ ، وَ أُثِيبَ مَنْ حَرَمَنِي بِالْبَذْلِ، وَ أُكَافِيَ مَنْ قَطَعَنِي بِالصِّلَةِ، وَ أُخَالِفَ مَنِ اِغْتَابَنِي إِلَى حُسْنِ اَلذِّكْرِ وَ أَنْ أَشْكُرَ اَلْحَسَنَةَ، وَ أُغْضِيَ عَنِ اَلسَّيِّئَةِ .

اما الکلمة الاخیرة فی هذه الخطبة

ایها المومنون و ایتها المومنات
و مازلنا فی شهر رجب, في هذا الشهر ابواب الرحمة الإلهية مشرعة و مفتحة
رَجَبٌ شَهرٌ عَظيمٌ يُضاعِفُ اللّه ُ فيهِ الحَسَناتَ و يَمحُو فيهِ السَّيِّئاتَ رغم اننا فی ایامه الاخیرة فالنغتنم هذه الفرصة و نتقرب الی الله بالاعمال و نتعامل مع هذا الشهر تعاملَ مودِّع له لاننا لانعلم ان کان فی اعمارنا شهرُ رجبٍ آخَر
اطال الله فی اعمالکم جمیعا ان شاء الله و عسي ربُنا يغفرُلنا ذنوبَنا و یکتبُنا من المغفورین و المرحومین
و فی الختام ندعو من الله سبحانه و تعالی فرج موعود آل محمد تضرعا و استغاثة بدعاء باب الحوائج موسی بن جعفر و هو یناجی ربه عندما کان فی سجن هارون
يا مُخَلِّصَ الشَّجَرِ مِنْ بَيْنِ رَمْلٍ وَطِينٍ وَماءٍ،
يامُخَلِّصَ اللّبَنِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ،
وَ يامُخَلِّصَ الوَلَدِ مِنْ بَيْنِ مَشِيمَةٍ وَرَحمٍ،
وَ يا مُخَلِّصَ النَّارِ مِنْ بَيْنِ الحَدِيدِ وَالحَجَرِ،
وَ يامُخَلِّصَ الرُّوَحِ مِنْ بَيْنِ الاحْشاءِ وَالامْعاءِ،
خَلِّصْنا من “غَیبة ولینا صاحبِ العصر و الزمان” و فرج علینا بظهوره فرجا عاجلا قریبا

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم
وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الإنْسَانَ لَفِی خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلا الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾
صدق الله العلی العظیم 2022-02-25

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *