صلاة الجمعة 17 ربیع الاول 1444
َالَى-عَلَى عِبَادِهِ كَثِيرَةٌ لَا تُحْصَى، وَأَعْظَمُ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَىى الثَّقَلَيْنِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ: أَنْ بَعَثَ فِيهِمْ عَبْدَهُ وَرَسُولَهُ وَخَلِيلَهُ وَحَبِيبَهُ وَخِيرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ مُحَمَّدًا ﷺ ؛ لِيُخْرِجَهُمْ بِهِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَيَنْقُلَهُمْ بِهِ مِنْ ذُلِّ الْعُبُودِيَّةِ لِلْمَخْلُوقِ إِلَى عِزِّ الْعُبُودِيَّةِ لِلْخَالِقِ الْكَرِييمِ، وَيُرْشِدَهُمْ إِلَى سَبِيلِ النَّجَاةِ وَالسَّعَادَةِ، وَيُحَذِّرَهُمْ مِنْ سُبُلِ الْهَلَاكِ وَالشَّقَاوَةِ.فقد أرسل الله عز وجل نبيه محمداً (ص)فأضاء برسالته الأرض بعد ظلامها، وهدى به الألباب بعد ضلالها, فكان مولده وبعثته صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للناس جميعاً، قال سبحانه:( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). أي: إن الله أرسل نبيه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم رحمة لجميع العالم، مؤمنهم وكافرهم، فأما مؤمنهم فإن الله هداه به. وأما من لم يؤمن به فدعاهم إلى الخير فأبوا، فلم يدع عليهم، ولم يلعنهم، على الرغم مما ناله منهم من الإساءة والأذى، بل كان يردد: “رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون فالرحمة صفة ملازمة للرسول صلى الله عليه وآله و سلم، وهي عنوانه وسمته التي عرف بها، فقلوب الناس تهواه ،وتحبه وتشتاق إليه ،لأنه صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين إنَّ البشرية الحائرة لو أرادت أن تخرج ممَّا هي فيه من صراعات وحروب مدمِّرة أهلكت الحرث والنسل، وقضت على الأخضر واليابس، ولو أرادت البشرية الحائرة أن تخرج من كبوتها، وتُقيل عثرتها لأقبلت علي الإسلام الذي حمل لواءه سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم ، فبالإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وآله و سلم تعيش البشرية آمنةً مطمئنةً ، يعمُّها الرخاء، ويحدوها الأمل، وينتشر فيها السلام،نسال الله تبارک و تعالی ان یوفقنا بان نقتدی برسول الله فی خلقه و تسلیمه لله و اخلاصه مع الناس